محبوبتك و وطنك .. أيهما تختار ؟

أرض الوطن ، ترابه ، رائحة مطره ، اصطفاف أشجاره ، ونسيمه الآسر ..

أرض الله الفسيحة كلها وطن ، فلا مكان ولا زمان يحكر أوطان دون غيرها ، فقط هي الذكرى التي تربطك بتلك الارض بروائح مطرها ، و اصطفاف أشجارها ، وكل نسماتها الساحرة !

ما يحفز تلك الصور المتعددة لوطنك في مخيلتك هو (ذكرياتك) كنتي أنتي جزئه الخاص المميز دوما !

فما من شاردة و لا واردة إلا وقد اقتسمتي منه نصيبك الخاص ، حينما يتوه من ليس له وطن و لا ذكريات ، كنتي أنتي كل ذكريات ذلك التائه الذي يجر ورائه حقيبة أسفاره كي يستدل على وطنه ومن فيه من خلالك !

حينما أحط بقدمي تلك الأرض ، يبدأ هوائه في الارتطام بي وكأنه يحملني إليك ، ما إعتدتي أن تقابليه خلال يومك من مناظر المارة والسيارات و المباني أشعر به !

يخامرني ذلك الشعور بأنك كنتي هنا و قد وقعت عينيك على هذا وذاك  ، يهمس جزئك الخاص من عقلي وروحي لأضحك ، ولأحزن ، أن أكون بلا شعور ، أو لأطير بمشاعري تلك عنان السماء !

قد أنظر في عيون قاطني ذلك الوطن دون أن أتلمس ما يختلج صدورهم ، ولكن وإن بعدت مسافتي عنك ألف ميل أو كنت على بعد خطوة واحدة كنتي أنتي الملك الاوحد لذلك الوطن و تلك الذكريات !

أمر في كل مرة من باب بيتك لألهب ذلك الشعور ، لأستدل على معالم الطريق لذلك الوطن ، و لأختبر مدى قوة القرب منه مقارنة بذلك البعد عنه ، أستمر في ملئ كل عيني بما تشاهديه كل يوم من شباك غرفة نومك أو عند خروجك من منزلك !

أمضي بعيدا بعدما خزنت بعض التفاصيل الجديدة ، كورق الشجر الذي ظهر كلون جديد في حديقة منزلك ، أو لأتحسس حالة طقس ذلك اليوم صفاءه من عدمه  ، أو لأحسد جاركم الذي شيد مبناه بجواركم متمنيا أن أحوز على أرضه و مبناه كي أملأ عيني فيك حين تصبحين وحين تمسين !

وطني ، ذكرياتي ، ملكتكم أبت إلا و أن تزيحكم من عرشها ليكون وحدها ، فلا حاشية و لا خدم ، هي فقط دون غيرها مع مكانها الأوحد فهّلا تفسحوا برجاء ؟!



للمتابعة حساب تويتر: 

https://twitter.com/abdulaziz_hsnr_?s=21


اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: