أنا هنا ..
بعد تهميش و سوء نظرة و خيلاء يريد أن يخبرهم من خرم الابرة و عنق الزجاجة و عمق البئر بأنه موجود بينهم ، يصيح بأنني أسمع ضجيجكم و كلامكم ..
يأخذ نفسا عميقا ليقول : أنا هنااااااااا !
فلا من مجيب ولا من متلقي !
يحدث أن تشاهد عددا من من تختلط بهم لا يضعوا لك إعتبارا لامكانياتك ، فيصيبوا قلبك بخيبة أمل أنك لست بمستواهم ، بل تفتقر لابسط إمكانيات مواهبنا التي أوصلتنا لما نحن عليه ، فتصبح تدخلاتك في طي النسيان ، ولا تصدر سوء وشوشة خافتة لا يؤبه لها ولا بصاحبها المفتقر لمقومات ما نحن فيه علما و منصبا !
هم أحدثوا شرارة الكون و إنفجاره ، لم يدركوا بأنهم قد أثاروا ثائرة المهمش ، فأصبح يردد صباحه بمساءه عبارات التحفيز العمل المضني ، ليس فقط ليصل نحوهم فحسب ، بل ليعتلي فوقهم مرات كبيرة ، ليراهم تحته قد أصبحوا مثل خرم الابرة ، وعنق الزجاجة واقعين في البئر منتظرين قافلة يوسف كي تتلقفهم و تعيدهم أحياء بعد موات !
هناك ممن ستقابل على شاكلة هؤلاء ، يجعلوا نصب أعينهم أفراد معينين على نفس طبقتهم ، و أنت تكون فردا عاديا من الجيد تواجده بحمله بعض أتعاب العمل عنهم ، فلا يرونك في يوم من الايام ستتفوق عليهم ..
تتولد لديك هواجس تحطيم أفكارهم تلك التي حملوها عنك وتضعها تحت قدمك و تضع معهم أيضا أشخاصهم البائسة التي وصلت لهذه النقطة خيلاء وكبرياء ..
لست أعني ما أقول بأن تنتقم متشفيا بل تنتصر لنفسك أولا ، فما أؤمن به على الدوام هو منافستك لنفسك بأن تصبح أفضل من أمسك ، وأن تتطلع للغد على نحو أفضل و أكثر تطورا من ذي قبل ، لا أن تبقي ظلك مكانه وتستظل به ، بل تجره معك في غدك و مستقبل أيامك لتكبر أنت وظلك معك .. !
يجب أن تشكر الله بأن وضع لك العراقيل كي تتغلب عليها ، لكونك إنسان تعيش و تتنفس ، تحارب و تواصل حتى تصل لمبتغى ما تطمح ، والأهم من كل شي أن تستمتع بإنجازاتك ، وأن تكون حقا جاهزا لتلك الفرصة بأن تنتهزها في حالة وقعت أمام عينيك ، بل كلك ثقة بذلك لانك حضرت لها سنين و أياما خلت ، خرجت من منطقة الراحة ، فتحصلت عليها بكل جدارة !
شكرا لمن إستفزنا ، وشكرا لاننا عملنا جاهدين دون أن نتوقف أو نتعذر !
مدونة خواطر مفكرة لعبدالعزيز آل رفده 