كن جريئاً بقول (لا) لمجتمعك !

لا أدري هل هي علامة إحباط أن أرى نفسي بشكل آخر ووفق منظور آخر بعد أيام و سنين في خضم هذه الحياة المليئة بلحظات اليأس و السعادة
كأن أرى نفسي الآن مثلاً في تخصص آخر و مجال آخر غير الذي قد خضت فيه
هل كلّ فَلَك في هذه الأرض من التخصصات الشتّى يسير على نحوه الطبيعي و الجيد أو حتى السعيد لمن قد سلكوا مسلكه وأصحبوا يسمّون بإسمه !! 
أم أننا كقوالب معبّأة شاء المجتمع أن يسكبنا بطريقته التي أراد كأن يقول مثلا أنت ذو إجتهاد عالي وكفاءة ليس لها مثيل وكغير أقارنك وجب عليك أن تكون في سلك الصحة أو الهندسة ، فقط لانها موفورة بأصحاب العقول المفكرة أوالمعلبةوالتي شاء المجتمع نفسه أن يضعه فيها كي يزهر !
ألم يعلم المجتمع نفسه و البيئة الكبيرة التي تمارس ضغوطها وتنمرها على ذلك الفرد الصغير بأن أصبح زهر ذلك الفرد (حنظل) ! 
صحيح أنه كبر و ترعرع وشاخ سنينا بعد أن ضربه جذوره في الارض وربما عميقاً ، عميقا جدا ، إلا أنه وقد يعلم في قرارة نفسه أن أنبت نباتا مُرّاً لم يتقبل نتاجه فكان محصوله العلقم
لا بأس أن تدرك ما هو خراجُّك ، ولكن مالذي ستفعله كي تتدارك ولو جزءا يسيراً من حظك البليد الذي أمرك وخيرّك وسيرّك فيه مجتمعك المتنمر
هل ستبقى عالقا هنالك تندب حظك العاثر وتمارس إسقطاتك الواهية كأنك طفل ابن سبع سنين أو تجعل شماعتك بيئتك التي رمتك في بحرها الواسع دون أن تمد لك يد العون لانها تريد منك أن تتعلم العوم ومن أول مرة حين ألقتك في بحرها مترامي الاطراف
هل سترضي بعد كل ذلك ( هم )!! أم أنك رجل بما فيه الكفاية كي تقول أرضيك يا نفسي و يا ( أنا ) !! 
لا أعرف معلما أجاد تعليمي غير (الخطأ) والذي هو نتاج قراراتي أنا و فعلي أنا دون غيري ، حتى و إن كانت كاوية حارقة لا تزال علامة حرقها ظاهرة فيّ ترافقني أينما ذهبت لكنها بالتأكيد جعلتني أفضل ، مستمرة في تحسيني يوما بعد يوم .. وقبل كل شئ جعلتني كومة الأخطاء تلك التي ارتكبت أكثر سعادة وعلما من أي شئ آخر .. فقط لانه قراري أنا و مصيري أنا و خطتي التي ارتضيت أن تكون لي أنا دون غيري !
تعلمنا قاعدة من شذّ شذّ في النار
ولكن الخارق من الاشياء (شذّ) و أصبح علامة من الاشياء التي يشار إليها بالبنان ، ولك في كل شئ مثال ، أطلق نظرك على ما هو حولك كأتفه تافه في عالم (الجمادات) ، الكرسي الذي تجلس عليه ، الطاولة التي تضعك فيها حاجاتك أو كوب قهوتك ، السيارة التي تقطع المسافات ، العمائر التي تحيط بك ، الدرج الذي ترتقي فيه من الاسفل للاعلى والعكس ، تخيل كيف كانت حين إكتشافها .. 
(شذّت) ، وكان لها صوتها المسموع منذ نشأت إلى يومك ولن تتوقف
وعليها قس عليك (كإنسان)، تذكر كيف كانت بداية العظماء ، خرجوا عن مألوف الناس وقالبهم المعتاد ، وتركوا بصمتهم ، وحان الدور عليك لأن تضع بصمتك معهم لا أقول كأن تصبح عظيما واسم يرتبط على ألسنة الناس مثلهم ، بل أن تكون شجاعا بما فيه الكفاية بأن تقول للبيئة التي حولك سأعيش كيفما أريد و كيفما أبغي لذلك ما استطعت له سبيلا
أتمنى أن نكون كليّنا شجاعا بما فيه الكفاية ، كي نقول (لا) للناس ، و (نعم) لضمائرنا ، ضميري و ضميرك معا يا عزيزي

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: